إخوة الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،
العقيدة–
نكمل اليوم ما وقفنا عليه الدرس الماضي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل كما جاء في الكتاب والسنة. يقول ابن تيمية رحمه الله: “ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه، سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه.” (كتاب العقيدة الواسطية).
يتناول الشيخ حازم – بعد أن انتهينا من مسألة التحريف والتعطيل – قضية التكييف، وهي أن تذكر كيفية الصفة، والتكييف يُسأل عنه بــ (كيف). وأهل الجماعة والسنة كما يقول الشيخ بن العثيمين لا يُكيفون صفات الله مستندين في ذلك إلى الدليل السمعي والدليل العقلي.
وسُئل الأمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى” [طه : 5]: كيف استوى؟ فقال مالك:”الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.”
بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا
إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان
سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم