مارس 21, 2006

درس 13 صفر 1427

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 11:15 ص

إخوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

 

العقيدة

نكمل اليوم ما وقفنا عليه الدرس الماضي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل كما جاء في الكتاب والسنة. يقول ابن تيمية رحمه الله: “ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه، سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه.” (كتاب العقيدة الواسطية).

 

يتناول الشيخ حازم – بعد أن انتهينا من مسألة التحريف والتعطيل – قضية التكييف، وهي أن تذكر كيفية الصفة، والتكييف يُسأل عنه بــ (كيف). وأهل الجماعة والسنة كما يقول الشيخ بن العثيمين لا يُكيفون صفات الله مستندين في ذلك إلى الدليل السمعي والدليل العقلي.       

 

وسُئل الأمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى” [طه : 5]: كيف استوى؟ فقال مالك:”الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.”   

 

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

 

إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

 

مارس 1, 2006

نص وصية شرعية

Filed under: فقه العبادات والمعاملات — knowledge @ 6:21 م
نص وصية شرعية

درس 23 محرم 1427

Filed under: مجالس العلم — knowledge @ 6:04 م

إخوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،

 
العقيدة

نكمل اليوم ما وقفنا عليه الدرس الماضي فيما يتعلق بصفات الله عز وجل كما جاء في الكتاب والسنة. يقول ابن تيمية رحمه الله: “ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه، لأنه سبحانه لا سميّ له، ولا كُفُوَ له، ولا نِدَّ له ، ولا يقاس بخلقه، سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً من خلقه.” (كتاب العقيدة الواسطية).

يتناول الشيخ حازم – بعد أن انتهينا من مسألة التحريف – قضية التعطيل، وهو في اللغة التخلية والترك، كقوله تعالى: “وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ” [الحج : 45]، أي مخلاة متروكة. “والتعطيل هو إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء والصفات سواء كان كلياً أو جزئياً، وسواء كان ذلك بتحريف أو بجحود.*” (شرح العقيدة الواسطية – بن العثيمين). ومن التعطيل من يقول: “بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ” [المائدة: 64] – لا أدري! أفوض الأمر إلى الله، لا أثبت اليد الحقيقية. لم يفسر القائل الآية بغير مراد الله عز وجل (تحريف) ولكنه عطل معناها الذي يراد به وهو إثبات اليد لله عز وجل.

وعقيدة أهل السنة بريئة من التحريف ومن التعطيل، ومذهبهم هو إثبات المعنى وتفويض الكيفية. وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم، يتعلمون صفات الله من الكتاب ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويذكر الشيخ حازم في هذا الموضع من قال في السلف أنهم سلموا بما عرفوا من غير علمٍ ولا حكمة – مثل قولهم: “طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم” بل طريقتهم هي أسلم وأعلم وأحكم.  

وها هو الرازي رحمه الله يقول: 

نهـــاية إقـــــدام العقـــول عقـال         وأكثر سعي العالمين ضلال

وأرواحنا في وحشة من جسومنا         وغاية دنيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا          سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

 

“لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الثبات: الرحمن على العرش استوى، إليه يصعد الكلم الطيب، وأقرأ في النفي: ليس كمثله شيء، ولا يحيطون به علماً، ومن جرب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي.”    

بارك الله في شيخنا ومعلمنا وفي جمعنا

 

إن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان

سائلين المولى عز وجل أن يكون هذا خالصاً لوجهه الكريم

 

المدونة على ووردبريس.كوم.